طاولة القهوة MT 12: الجبال تتربع في غرفة المعيشة

بينوا فوتييه: نحت الجمال الطبيعي في قطعة أثاث

في عالم اليوم، حيث تتلاشى حدود الندرة والفرادة بفعل العولمة، يطرح بينوا فوتييه سؤالاً جوهرياً: "كيف يمكن إضافة قيمة جديدة للأثاث؟" ويجد الإجابة في إعادة تصور المشاهد الطبيعية الخلابة وتحويلها إلى قطع أثاث تحمل في طياتها روح الطبيعة وجمالها. بدأت الفكرة بنحت جداريات تمثل الجبال، ومن ثم تطورت لتصبح العنصر المركزي في تصميم الطاولات.

تتميز طاولة القهوة MT 12 بنحت يدوي كامل يجسد قوة الجبال ويحول غرفة المعيشة إلى مساحة للتأمل والاسترخاء. يعكس التصميم الرفاهية الحقيقية في عصرنا السريع، حيث يصبح القدرة على التباطؤ والتمتع بالأشياء الجميلة المصنوعة بعناية واحترام للبيئة هو الفخامة بعينها.

تُصنع سطح الطاولة يدوياً بالكامل في ورشة فوتييه، وبما أن كل جزء من الجبل يُنحت يدوياً، فإن كل طاولة تصبح فريدة من نوعها. يُستخدم في النحت أدوات مثل أقراص النحت، المبرد، الإزميل وغيرها. أما القاعدة فتُصنع بواسطة حداد معدني، ويتم تطبيق ثلاث طبقات من الزيت للتشطيب على السطح.

تتألف الطاولة من خشب الجوز والمعدن المطلي بالمسحوق، وتأتي بأبعاد 100 × 100 × 42 سم دون النحت. وتتميز بكونها تجسد جبلًا يبدو وكأنه يخرج حرفياً من الطاولة، مما يوفر تجربة بصرية ولمسية فريدة، حيث يمكن للمستخدم لمس الجزء المنحوت دون القلق من تعرضه للتلف.

بدأت رحلة فوتييه مع النحت الجبلي في عام 2015 بعد عودته إلى فرنسا إثر قضاء خمس سنوات في كندا. وظهرت أول طاولة جبلية في عام 2017 مع جزء بارز صغير، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف سلسلة الجبال عن النمو لتأخذ مكانها المركزي في هذا التصميم.

يشير فوتييه إلى التحديات الإبداعية والفنية التي واجهها، مؤكداً أن التحدي الأكبر كان في قبول فكرة التنازل عن جزء من العملية العملية لصالح الجانب التأملي والشعري. تمثل الطاولة جسراً بين الفن والحرفة والتصميم، وتجمع بين الجماليات والعملية.

تأتي هذه الطاولة لتعكس رؤية فوتييه في عالم متصل يتطلب العيش بسرعة وكفاءة، حيث يعد القدرة على التباطؤ والتمتع بالأشياء الجميلة المصنوعة بعناية واحترام للبيئة هو الفخامة الحقيقية. وتأتي الخامات المستخدمة في صناعة هذه الطاولة من غابات مُدارة بشكل مستدام، ويتم نحت السطح يدوياً بالكامل.

حازت طاولة القهوة MT 12 على جائزة البرونز في جائزة A' لتصميم الأثاث لعام 2024، تقديراً لتميزها وإبداعها الذي يعزز تجربة الاستخدام ويسهم في تحسين نوعية الحياة، ويجعل العالم مكاناً أفضل.